[ تندرج هذه القصائد ضمن ملف "الموجة الجديدة في الشعر السوري (أثر الحرب)" الذي ستقوم جدلية بنشره على مدار الأسبوعين القادمين ]
-1-
سوف نعيد مأساتنا الجماعية
بالحركة البطيئة
أمام شاشة عملاقة
ليرى كل فرد
مأساته الشخصية.
ولسوف أظهر وأنا أزيل
صمام الأمان عنها
قبل أن أقدمها لك
تلك الوردة.
-2-
أريد أن أشارك الموتى
تلك الخطوة العظيمة في الفراغ
حيث تلتوي ركبة الكون.
أريد أن أصل إليهم قبل الموت بقليل
لكي يقتلني دفاعاً عن نفسه .
الموتى .. الموتى الذين ينظّفون قبورهم
في أيام العطلة
ثم يقومون بنزهة في ذاكراتنا
ونحن بكل سذاجة نبكي
كما معا بكل سذاجة
قهقهنا من قبل .
-3-
المرأة التي اختفى ابنها
في الحرب
كانت اليوم مثل كلبة نقية
تشمّ ثياب الأطفال في "البالة"
وتمسح دموعها بالقمصان
الكبيرة التي نزعها رجال
غرباء.
-4-
غداً،
عندما تصير ساعة الحائط بندقية
وينتصف الليل في قلبك
سوف تتذكر كيف كانت
كذيل يربوع مبتور
تتلوى، ترتجف يدك
التي كثر الراحلون
على تلويحتها.
- 5 -
هذه الحرب التي جعلت
نهايات قشعريرتك حدود بلادك،
الحرب التي تقرع طبولها
على موعد يقظتك الصباحية،
تقرع ملاعقها على موعد غدائك،
تقرع كؤوسها على موعد سكرتك،
الحرب، التي ربّيتها في خوفك،
كبرت الآن
وأصبح باستطاعتها أن تعيش
بمفردها.
- 6-
هذا الطنين الذي يصنعه
البعوض فوق رأسي
وأنا أكدح لأنعس
يجعل من سريري سيارة
إسعاف.
-7-
العالم كله حولي يحترق
أنا عجزت عن إطفائه
وهو عجز عن إشعال
سيجارتي.
-8-
من يبلل إصبعه بلعاب الله
ويقلب هذه الصفحة !؟
إياب
عندما تقع عيناك فجأة في
عين رجل آخر
وتشعرين بدوار غريب.
عندما تصعدين حافلة
وتشمين رائحة عرق
تعيدك إلى مسيرنا على الشاطئ .
عندما تسمعين صوتاً بشرياً
وتلتفتين بسرعة
وأنت ترتجفين.
تأكدي يا حبيبتي بأنّ تجّار الأعضاء في بلادي
قد وزعّوني
على عشّاقك القادمين .
طامورة
مثل طفل لم يشتر البسكويت
منذ دهر
كنت كل يوم أخض قلبي
كطامورة نقود
وأسمع خشخشة هائلة
لم أكن أظن بأنها الحرب .
الآن
أخض قلبي الذي صار ثقيلاً
لا أسمع صوتاً
أقلبه،
لا يسقط منه
أحد.
وردة صوتية
الصاروخ الذي سقط في حديقة المنزل
لم يكن يريد حرق شجرة اللوز
ولم يكن يريد أن يهز لك السرير
كذبابة " تسي تسي"
ولم يكن يريد حتى أن يسقط .
لكنه فعل كل هذا .
وأنت مع الفجر تجمع بعض شظاياه في كفك
ثم تذريها هكذا .. (بتحبني .. ما بتحبني)/